بيروت تقرأ روسيا: توقيع كتاب بشارة صليبا في معرض الكتاب معرض بيروت الدولي للكتاب – الدورة 66: عودة الحبر إلى الواجهة
بيروت تقرأ روسيا: توقيع كتاب بشارة صليبا في معرض الكتاب
معرض بيروت الدولي للكتاب – الدورة 66: عودة الحبر إلى الواجهة
في زمن تراجعت فيه الكتب أمام شاشات مضيئة وتطبيقات لا تنام، نهض معرض بيروت الدولي للكتاب في دورته السادسة والستين كقصيدة مقاومة، كصوت يدعو من بين الضجيج: ما زال للورق نبض، وللكلمات وطن.
منذ لحظة افتتاحه، بدا المعرض وكأنه يحتضن مدينة بأكملها، ويفتح ذراعيه لعشّاق المعرفة، لمحبّي الأدب، للقلوب التي ما زالت تؤمن أن بين دفّتي كتاب، حياةٌ بأكملها تنتظر أن تُعاش. كان عدد الزوّار مفاجئًا، بل مدهشًا، كأن بيروت قررت أن تردّ على سؤال العصر: “هل ما زلنا نقرأ؟”، بجوابٍ صريح: “نحن لا نتوقّف أبدًا”.
القاعة كانت تنبض بالحركة: أطفال يتنقّلون بين القصص، شباب يناقشون آخر الإصدارات، كتّاب يوقّعون بحبر دافئ، وناشرون ينسجون خيوط حلم جديد في كل رفّ. لم يكن المعرض مجرّد سوق للكتب، بل احتفال بالهوية، منصّة حوار، وعناق بين الأجيال.
في الدورة الـ66، لم يكن الرقم مجرد تسلسل زمني، بل علامة على الاستمرارية، على التحدي، وعلى إصرار بيروت أن تظل عاصمة الحرف مهما اشتدت العواصف.
توقيع كتاب “روسيا في عهد بوتين” للدكتور بشارة صليبا
ضمن فعاليات المعرض، وقّع الدكتور بشارة صليبا كتابه الجديد “روسيا في عهد بوتين، الحقوق والحريات والإشكالية مع الغرب”، وسط حضور نوعي من خريجي روسيا والاتحاد السوفياتي، وعدد من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الدولي.
الكتاب يتناول التحولات الجوهرية التي شهدتها روسيا في عهد فلاديمير بوتين، ويقدّم قراءة معمّقة للعلاقة المتأرجحة بين موسكو والعواصم الغربية، من منظور أكاديمي غير منحاز، يحاول أن يوازن بين التحليل والنقد.
في حديث خاص مع منصة Pravda TV، أشار صليبا إلى أن هذا المشروع لم يكن وليد لحظة، بل ثمرة سبع سنوات من العمل المتواصل، بين البحث والكتابة، والتأمل في تعقيدات العلاقة الروسية الغربية، من منظور معرفي وتجربة شخصية متجذّرة.
وعن خلفية تأليف الكتاب، قال صليبا:
“تأليف هذا الكتاب كان خطوة قريبة إلى قلبي، لعدة أسباب، أبرزها معرفتي العميقة بالشعب الروسي، وبالفكر والثقافة الروسيين، وكذلك بالعلاقة التاريخية التي تربطني شخصيًا بروسيا، والتي تعود إلى أيام أجدادي، الذين تعلموا اللغة الروسية القديمة في زمن القياصرة.”
كما أوضح أن أحد دوافعه الرئيسية كان ما يصفه بـ”الضبابية” التي تطغى على صورة روسيا في العالم العربي، نتيجة الاعتماد شبه الكلي على السردية الغربية في الإعلام، وهي سردية غالبًا ما تتسم بالتسييس والانحياز، حسب تعبيره.
“روسيا لم تكن يومًا مريحة للغرب، لا في عهد القياصرة، ولا في الحقبة السوفياتية، ولا في زمن بوتين. لأنها ببساطة اختارت أن تكون مستقلّة في رؤيتها للعالم، وهذا ما لم يُغفر لها.”
ويختم صليبا حديثه قائلاً:
“لم أكتب الكتاب لتمجيد روسيا، ولا للتهجم عليها. بل سعيت إلى تقديم مقاربة نقدية جادة، يحضر فيها العقل قبل العاطفة، والحقيقة قبل الانحياز. القارئ سيجد نقدًا واضحًا لبعض السياسات الروسية، إلى جانب فهم أوسع لديناميكيات العلاقة مع الغرب.”
حين تتحوّل الكلمة إلى موقف
في معرضٍ احتفى بالحرف، وقف بشارة صليبا ليوقّع كتابًا ليس مجرّد دراسة سياسية، بل شهادة فكرية من موقع التفاعل والتجربة.
“روسيا في عهد بوتين” هو أكثر من تحليل لعلاقات دولية، إنه محاولة لفهم الذات من خلال الآخر، واستعادة مكانة العقل في زمن الاصطفافات.
الخامسي بيروت، ما زال للكلمة وطن، وما زال للحبر مستقبل.
0-0x0-0-0#
ظهرت المقالة بيروت تقرأ روسيا: توقيع كتاب بشارة صليبا في معرض الكتاب معرض بيروت الدولي للكتاب – الدورة 66: عودة الحبر إلى الواجهة أولاً على تلفزيون برافدا.
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :pravdatv.org
بتاريخ:2025-05-18 15:39:00
الكاتب:قسم التحرير
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي
