خطيب جمعة بغداد: ما جرى في اليمن وغزة كشف فشل الشعارات الأمريكية في تحقيق السلام

أفادت وكالة مهر للانباء وفي خطبته ليوم الجمعة في بغداد، علّق السيد الموسوي على حادثة قتل موظفين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، معتبراً أن “الازدواجية الغربية في التعامل مع الأرواح تكشف الكيل بمكيالين”، إذ تُثار الضجة من أجل قتيلين، في حين يُقتل يومياً المئات من المدنيين في غزة دون أن يُحرّك العالم ساكناً. وقال: “هم يعتبرون إسرائيل دولة رسمية، ونحن نراها كياناً مغتصباً، وهذه رؤيتنا التي لا تتغير”.
وانتقد الموسوي الإدارة الأمريكية، وخصوصاً الرئيس دونالد ترامب، لما وصفه بـ”نهج التهديد والإبادة”، متسائلاً: “أي سلام هذا الذي يقوم على الحرب؟”، مستعرضاً ما جرى في اليمن وغزة كأمثلة على فشل الشعارات الأمريكية في تحقيق السلام، لا سيما بعد نقض الاتفاقات المتعلقة بغزة، عقب إطلاق سراح الأسير الأميريكي الإسرائيلي حيث تعهد الجانب الأمريكي بإيقاف الحرب في غزة وأن تنسحب القوات الإسرائيلية من غزة وتدخل المساعدات.
ودعا السيد الموسوي القادة السياسيين في العراق والمنطقة إلى “عدم الثقة بالضمانات الأمريكية”، مشدداً على أن التفاوض لا يجب أن يكون من منطلق الضعف والانبطاح، بل من موضع السيادة والحقوق. وأضاف: “كونوا أقوياء، ولا تكرروا أخطاء الماضي كما فعل صدام حسين الذي وثق بالأمريكيين وانتهى مصيره بما نعرفه جميعاً”.
وأشار إلى المفاوضات النووية بين ايران وأمريكا، قائلا: السيد القائد الإمام الخامنئي في هذه المفاوضات أكد على الفريق المفاوض أنه لا توجد ثقة بالجانب الأمريكي.
وتطرّق سماحته إلى قضايا داخلية أبرزها ما وصفه بـ”الفساد العسكري”، مستنكراً وفاة طالبين من الكلية العسكرية خلال التدريب، مشيراً إلى وجود شبهات تتعلق بفساد ورشاوى دفعها بعض المتقدمين للانضمام إلى الكلية، ما أدّى إلى الضغط على المقبولين سابقاً للتنازل عن أماكنهم. وأشاد بتشكيل لجنة تحقيق من قبل رئيس الوزراء، مطالباً بفتح لجان تفتيشية تشمل كافة المستويات في وزارات الدفاع والداخلية.
كما وجّه انتقادات لاذعة لمسؤولي محافظة البصرة، على خلفية تهديم بيوت الفقراء بذريعة تجاوزات سكنية، قائلاً إن “التساوي في المعاملة بين مغتصب الأرض والغرفة المبنية من البلوك ظلم فادح”. وأشار إلى شبهات فساد تتعلق باتفاقات مع شركات أجنبية للاستفادة من أراضٍ شاسعة في المحافظة على حساب المواطنين الفقراء.
وختم آية الله الموسوي خطبته بالقول: “الفساد لم يعد متعلقاً بشخص أو محافظ، بل أصبح منظومة متشابكة بين السياسة وضياع الضمير. عندما يغيب الضمير، فإن الفقير والمظلوم والمواطن العادي هو أول المتضررين”.
وشدّد في دعوته الأخيرة على القوى السياسية قائلاً: “يبدو أن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لا يمتلكان القدرة الكافية لتغيير هذا الواقع ما دامت البُنى القائمة متشابكة بالفساد. المواطن ينتظر خلاصاً حقيقياً، والخلاص لا يكون إلا بإنهاء الفساد وإقامة حكم وطني عادل في العراق”.
/انتهى/
مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :ar.mehrnews.com
بتاريخ:2025-05-24 14:07:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي