محلي

هجوم ثلاثي على نبيه بري

هجوم ثلاثي على نبيه بري…

كتب رئيس تحرير موقع “الثائر” اكرم كمال سريوي

منذ أشهر اشتدّت الحملة الإعلامية على رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، ورغم أن ما يحدث الآن ليس بجديد، لكن الملاحظ أن وتيرة الحملة الإعلامية ارتفعت، وباتت بعض وسائل الإعلام اللبنانية تزايد على وسائل اعلام أمريكية واضحة الهوى الإسرائيلي.

لماذا نبيه بري الآن؟؟؟

تلقفت وسائل إعلام لبنانية بشغف كبير، ما كتبه جون سميث، المدير السابق لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) في وزارة الخزانة الأميركية، على منصة “American Thinker”، عن رئيس مجلس النواب نبيه برّي، مُحمِّلاً إياه مسؤولية تدهور الأوضاع في لبنان، واعتبره عائقاً أمام أي إصلاح أو تقدم للبنان، لكن سميث كشف في نهاية مقاله، عن السبب الحقيقي لهجومه الشرس على الرئيس بري، وهو علاقة نبيه بري الوطيدة بحزب الله.

أولاً من حيث الشكل، فإن سميث لم يعد يشغل منصبًا رسمياً في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي فإن كلامه يمثّله شخصياً، ولا يُعبّر عن توجه الإدارة الأمريكية، وكل ما يُحكى عن عقوبات أمريكية مرتقبة على الرئيس بري وأفراد عائلته، هو تهويل جوهره إسرائيلي، يلتقي مع تمنيات بعض الفرقاء اللبنانيين.

ثانياً هذا الهجوم يؤكد أن إسرائيل ترى، أنه بعد اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، أصبح الرئيس نبيه بري، هو الزعيم الأول للطائفة الشيعية في لبنان، ويشكّل عقبة حقيقية أمام المخططات الاسرائيلية، المدعومة أمريكياً، لإخضاع لبنان.

ثالثاً ما تحدّث عنه سميث، وما يبديه من حرص على الديمقراطية ومحاربة الفساد في لبنان، أمر لا يمكن تصديقه.

فأكثر أصدقاء أمريكا هم فاسدون، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صافح الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي كانت الولايات المتحدة الامريكية وحتى الأمس القريب تصنفه ارهابياً، وتخصص مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه، واليوم يتحدث عنه ترامب بإعجاب، ويصفه بالرجل الشجاع، وكل ذلك لأن الشرع وافق على الانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية، وتوقيع سلام مع إسرائيل.

المقياس الأمريكي في العالم والشرق الأوسط تحديداً، هو خدمة مصالح أمريكا وإسرائيل، ومن يفعل ذلك فهو صديق لأمريكا، ويتحدثون عنه كبطل قومي، ومن يعارض سياستهم يتهمونه بالفساد والإرهاب والدكتاتورية، ويفرضون عليه العقوبات.

الهجوم الثلاثي اليوم على الرئيس بري واضح الأهداف والمعالم، ويعبر عن التقاء مصالح وغايات أصحابه ومروّجيه، والمقصود منه ليس شخص الرئيس بري وحده فقط، بل الطائفة الشيعية بكاملها، ولبنان أيضاً.

فالشيعة الذين تمردوا وحاربوا إسرائيل، يقود مقاومتهم وصمودهم الآن، وبكل حنكة وحكمة رجل متمرس صلب اسمه نبيه بري.

يعتقد البعض أن التهويل الإعلامي على نبيه بري، قد يجعله يتراجع، أو على الأقل ينحني أمام العاصفة الأمريكية الإسرائيلية، التي تجتاح الشرق الأوسط، وربما يصبح لبنان خاضعاً للإملاءات والشروط، خاصة المطالب التي تعلنها المبعوثة الأميركية مورغن أورتاغوس، بدءاً من نزع سلاح حزب الله، وصولاً إلى التطبيع مع إسرائيل.

من يعرف نبيه بري يدرك جيداً، أن كلام سميث والمصفقين له في بعض وسائل الإعلام، هو أقل من زوبعة في فنجان، والرئيس بري يستمد شرعيته من الدستور اللبناني والشعب اللبناني الصامد في وجه العدوان الإسرائيلي، والذي لا يرى في سميث وأمثاله سوى أداة رخيصة في أيدي إسرائيل.

من حمى الوفاق في لبنان، وحمى المقاومة لن يتخلى عنها الآن، مهما زادت عليه الضغوط، واللبنانيون يدركون جيداً، أن الرئيس بري، هو رجل الوفاق والوحدة الوطنية، وعرّاب التسويات، التي أنقذت الوطن من أصعب أزماته، وفي أحلك الظروف.

ظهرت المقالة هجوم ثلاثي على نبيه بري أولاً على تلفزيون برافدا.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :pravdatv.org
بتاريخ:2025-05-29 06:36:00
الكاتب:قسم التحرير
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى