العرب والعالم

نتنياهو يتراقص على حافة الهاوية … فهل سيبتلعه وحل لبنان؟!

نتنياهو يتراقص على حافة الهاوية … فهل سيبتلعه وحل لبنان؟!

كتب د محمد هزيمة -كاتب سياسي وباحث استراتيجي

في اوج الصراع ، حين تلتقي الارض بالماء وتختلط الاصوات بالمواجع يتسمر بنيامين نتنياهو على حافة الهاوية، يرقص على الحان الرياح المتقلبة، مترددًا بين جنون الاستبداد ونداء العقل.كما يدنو الغيم الداكن من الافق، هكذا يقترب نتنياهو من فخه ، حيث تنبعث رائحة الخراب من كل زاوية . وفي أرض الجنوب حيث تتناثر رياح الصمود، تنتظر الحقيقة ان تنقض عليه كما ينقض الليث على فريسته ، ليكتشف ان الحرب ليست مجرد لعبة يتحكم بها ، بل هي رحلة الى المجهول ، قد تكون نهايتها ، كما كانت في الماضي اكثر دموية من كل حسابات السياسة .

منذ اشتعال الحرب في غزة ، وامتدادها الى الجبهة الشمالية مع لبنان، يبدو بنيامين كمن يؤدي ٱخر رقصة سياسية له على حافة هاوية سحيقة، لا يعرف ان كانت ستمنحه فرصة الخلاص … ام انها ستبتلعه الى الابد.يلوّح بخيارات عسكرية ويتوعد بحرب برية، لكنّه يواجه في المقابل مقاومة شرسة تعرف الارض ، وتجيد لغة الصبر والميدان التي لا يتقنها المحتل.

“”الجنوب ليس كغيره من الساحات ،” هكذا قال محلل عسكري اسرائيلي في صحيفة هٱرتس مؤخرًا ،مضيفًا ،: “

كلّ متر من الجنوب اللبناني مدجج بالمفاجٱت ، وكلّ شجرة قد تكون مصيدةً ،وكلّ صخرةً قد تخفي صاروخًا.”

في عمق هذه المعادلة يقف حزب الله بترسانةمتطورة وتجربة قتالية تمتد لعقود . لقد حوّل الجنوب الى درع طبيعي ، واعاد تشكيل قواعد الاشتباك . ومن هنا ، فأنّ الحديث عن اجتياح بري ليس سوى مقامرة مميته ، خصوصًا في ظل تفكك الغطاء الدولي عن اسرائيل ، وتراجع الدعم الشعبي داخلها.

من جهة أخرى تشير تسريبات من داخل المؤسسة العسكرية الاسرائيلية الى حالة من ” القلق والانقسام ” حيال خطة توسيع الحرب شمالًا. صحيفة بديعوت احرونوت نقلت عن مسؤول امني قوله: ” الجيش ليس جاهزًا لحرب استنزاف طويلة في الجبهتين … بنيامين يدفعنا نحو حائط مسدود.

سياسيًا ، لا يزال يراهن على عامل الوقت وعلى احتمال تغير الظروف الدولية . يتجنب الحسم ، ويستخدم لغة مزدوجه توحي بالتصعيد وتلمّح للتراجع .لكنّه يدرك جيّدًا أنّ أيّ فشل ميداني في لبنان قد يكون القشة التي تنهي حكومته الهشة التى تقوم على تحالفات سياسية متطرفة .

“أنّها رقصة فوق اللهب ” كتب أحد المحللين في الجارديان البريطانية ، مشيرًا الى أنّ نتنياهو يبحث عن فوز وهمي يغطي على إخفاقات كارثية , لكنّه يقترب اكثر من حافة السقوط”.

وهنا ، يترجم السؤال الكبير :

هل يدرك نتنياهو أن الجنوب ليس لعبة شطرنج ؟ وأنّ التاريخ ، كما الجنوب ، لا يرحم المغامرين المغفلين امثاله؟

بين انين الارض وصرخات المقاومة ، يُختبر الزمن ، وتُمحى الحسابات السياسية في بحرٍ من الدماء . قد يظن نتنياهو أنّه يملك مفاتيح النهاية ، لكن ما يجهله هو أنّ الجنوب بارضه وحجارته ليس مكانا الضعفاء بل هو ساحة للشرف ، وقاع للمغامرين الذين يظنون انهم يسيطرون على المجهول .وفي كل خطوه يخطوها تقترب الحقيقة اكثر : الرقص على حافة الهاوية ليس الا تسريعًا للسقوط ، ربما ستطوي الايام كفيّه ، وتذكره أنّ الهاوية تنتظر من يقترب منها كثيرا دون يراها .

ظهرت المقالة نتنياهو يتراقص على حافة الهاوية … فهل سيبتلعه وحل لبنان؟! أولاً على تلفزيون برافدا.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :pravdatv.org
بتاريخ:2025-05-02 10:13:00
الكاتب:قسم التحرير
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى