لبنان يتهيأ لمرحلة حساسة من ضبط السلاح الفلسطيني

يتجدد الجدل في لبنان حول ملف السلاح الفلسطيني، ليس فقط باعتباره مسألة أمنية، بل كمأزق مركّب يمسّ السيادة الوطنية، ويعكس التشابك بين حق العودة وتراكمات اللجوء، وبين التنظيمات المسلحة والدولة الغائبة فقد تحولت المخيمات إلى جيوب شبه مستقلة، تسرح فيها الفصائل بسلاحها، في حين تراقب الدولة من بعيد، وتنظر لمعالجة المشكلة بالسياسة والدبلوماسية، وكانت آخرها «محكومة بهواجس الحروب الأهلية ومحاذير الانفجار».
وأشارت مصادر حكومية لـ”الشرق الأوسط” إلى أنه تم “الاتفاق في الاجتماع على بدء الخطوات العملية لسحب السلاح من المخيمات الفلسطينية في النصف الثاني من حزيران المقبل، على أن يقوم الجيش اللبناني بهذه المهمة بدءاً من بيروت، وتحديداً من المخيمات التي لا وجود أساسياً فيها لحركة (حماس) والفصائل الإسلامية، على غرار مخيمي مار إلياس وشاتيلا”.
ووفقاً لمصادر لبنانية، فإن “مخيم عين الحلوة يضم خلايا نائمة وأسلحة ثقيلة تتجاوز إمكانات الأمن الفلسطيني المشترك”، وتقول لـ”الشرق الأوسط”: “إن بعض المجموعات تملك راجمات، وأخرى تدير اقتصاداً خفياً قائماً على التهريب والجباية”.
ويؤكد أحد تلك المصادر أن المخيم “تحول إلى نقطة جذب لكل الهاربين من العدالة في لبنان وفلسطين وسوريا”، مضيفاً، “إنه قنبلة مؤجلة لا أحد يريد تفجيرها… لكن لا أحد يستطيع تفكيكها أيضاً”.