العرب والعالم

الحکومة الإیرانیة: تعزیز العلاقات مع الجوار من خلال استراتیجیة الدبلوماسیة الحدودیة- الأخبار ایران

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، كتبت في مقالة نشرت بصحيفة إيران حول نظرة الحكومة الرابعة عشرة لمسألة العلاقات مع دول الجوار ودول المنطقة، ما يلي:إحدى السياسات المحورية للحكومة هي إعادة تعريف موقعية الحدود، لا بوصفها خطوط فصل، بل باعتبارها بوابات للترابط والتعاون والتنمية. وفي هذا الإطار، ومن أجل تعميق دبلوماسية الجوار والاستفادة المنهجية من إمكانات المحافظات الحدودية، انعقد الخميس الماضي اجتماع مهم بحضور رئيس الجمهورية وثلاثة من محافظي محافظات أذربيجان الغربية، كردستان وكرمانشاه، إلى جانب أربعة محافظين من إقليم كردستان العراق.هذا الاجتماع لم يكن مجرد رمز لنظرة الحكومة الاستراتيجية إلى الإمكانات الحدودية، بل يُعد تجسيدًا عمليًا لسياسة إيران التفاعلية مع الجيران. وخلال هذا اللقاء، تم التأكيد على إعداد “خريطة للتنمية المستدامة الإقليمية”؛ خريطة تتجاوز الاعتبارات الإدارية والحدودية وتهدف إلى تشكيل منظومة بيئية مشتركة اقتصادية وثقافية وعلمية على جانبي الحدود.وأكد رئيس الجمهورية خلال هذا الاجتماع، وبشكل واضح وحازم، على ضرورة توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية والعلمية للمحافظات الحدودية. وهذا التأكيد يعكس بوضوح إرادة الحكومة في تحويل المناطق الحدودية إلى مراكز للاتصال والتفاعل الاقتصادي مع الدول المجاورة؛ نهجٌ لا يقتصر على المكاسب الاقتصادية، بل يلعب دورًا محوريًا في ترسيخ الأمن المستدام وتعزيز رأس المال الاجتماعي في المناطق الحدودية.تطوير البنية التحتية، وتسهيل التبادلات الحدودية، والتبادل الجامعي والعلمي، ودعم ريادة الأعمال المحلية والأسواق الحدودية، هي من الإجراءات التي يمكن متابعتها في إطار هذه الخريطة التنموية.تنطلق الحكومة، برؤية واقعية ولكن مستقبلية، من قناعة بأن الأمن والرفاه والاستقرار الاجتماعي في المناطق الحدودية لا يمكن تحقيقها إلا عبر نهج تشاركي وإقليمي. لا سيما إذا ما نشأت التجارة على الحدود، فإن القضايا الأمنية ستتراجع إلى الهامش.إقليم كردستان العراق، بما يمتلكه من مشتركات لغوية وثقافية وتاريخية مع سكان غرب بلادنا، يمكن أن يكون شريكًا استراتيجيًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية في تحقيق هذا الأفق. ومن هذا المنطلق، فإن إنشاء قنوات تواصل دائمة بين محافظات جانبي الحدود يُعد خطوة مهمة في الدبلوماسية المحلية والتنمية الإقليمية.تسعى حكومة الوفاق، من خلال الابتعاد عن النظرة المركزية التقليدية، إلى نقل فرص التنمية من المركز إلى الأطراف، وإعادة المحافظات الحدودية من هامش السياسات العامة إلى صلبها.لذا فإن عقد هذا الاجتماع، إلى جانب الإجراءات الأخرى التي تتخذها الحكومة في إطار التفاعل الإقليمي، يُظهر أن “دبلوماسية الجوار” لم تعد مجرد شعار، بل تحولت إلى استراتيجية عملية وفعالة في السياسة الخارجية والتنمية الوطنية.ولا ينبغي أن ننسى أن تعزيز الروابط الإقليمية وتنمية المحافظات الحدودية يتطلب استمرار الحوار، وبناء الثقة المتبادلة، والتنسيق بين مختلف الجهات الداخلية والأطراف الخارجية. إن الحكومة الرابعة عشرة متمسكة بعهدها مع الشعب من أجل بناء مستقبل مشرق وآمن ومزدهر، وستواصل هذا المسار بقوة./انتهى/

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :tn.ai
بتاريخ:2025-05-24 09:33:00
الكاتب:
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى