محلي

“حبس أنفاس” في المنطقة… ولبنان لن يدخل الحرب (الديار)

كتبت “الديار”:

المنطقة تحبس أنفاسها بانتظار مسار العدوان الاسرائيلي على ايران التي بدات تكشف رويدا رويدا عن قدراتها الصاروخية، حيث نجحت بنقل “الصدمة والترويع” الى المستوطنين في فلسطين المحتلة، فيما يبدو رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو في مأزق بفعل انتقال مفاعيل الحرب المدمرة الى “اسرائيل”، وبات واضحا ان استراتيجيته ببدء الحرب بحدها الاقصى، لم تجد نفعا حيث تتدرج طهران في التصعيد المدروس، بينما يبدو بنك اهدافه محدودا ولا مجال للانتقال الى مرحلة اكثر حسما الا بتدخل اميركي مباشر في الحرب، وهي خطوة محفوفة بالمخاطر في ظل عدم وجود ضمانة باستسلام الايرانيين الذين يهددون باشعال الشرق الاوسط. وفي الانتظار، حسم رئيس مجلس النواب نبيه بري الجدل المفتعل سياسيا واعلاميا، وجزم بان لبنان لن يشارك في الحرب 200 بالمئة، لان لا مصلحة له بذلك، ولانه سيدفع الثمن، ولان طهران لا تحتاج للمساندة بينما “اسرائيل” تحتاجها.
كلام بري جاء بعد جولة السفير الاميركي في تركيا توم باراك على المسؤولين اللبنانيين، وقد وصف زيارته بالمريحة، وفي “غمز من قناة” مورغان اورتاغوس، قال بري ان باراك دبلوماسي محترف ويعرف الواقع اللبناني جيدا. ونقل عن باراك قوله أن زيارته لبيروت جاءت لمساعدة لبنان وكي لا تتكرر الحرب، لافتًا إلى أنّه “لو كان لديه حل للنزاع الإسرائيلي اللبناني لما أتى إلى بيروت”، واضاف” نحمل رسالة في ظلّ الوضع المعقّد في العالم ونؤمن أنّه مع القيادة الجديدة ستبدأ عملية السلام والتحسن وملتزمون بمساعدة لبنان ولدينا أمل”.
جولة “رصينة”
ووصفت مصادر مطلعة، جولة المبعوث الاميركي المؤقت بانها كانت “رصينة” ووصفته بالدبلوماسي الهادىء، واشارت الى انه حمل الرسائل الاميركية نفسها وطرح جدول اعمال من اربعة اجزاء ، الاول، تحييد لبنان عن الحرب، ملف السلاح، الاصلاحات، العلاقة مع دمشق، وهو لم يتحدث عن جدول زمني في ملف حزب الله، ويبدو ضمنيا مقتنعا بوجهة نظر رئيس الجمهورية جوزاف عون بان البحث في هذا الملف غير منطقي في ظل الحرب الدائرة في المنطقة، وقد سمع من المسؤولين اللبنانيين كلاما مطمئنا حيال عدم وجود اي نية لدى حزب الله بالدخول في المواجهة الحالية، وعلم في هذا السياق، ان التنسيق بين الحزب والجيش قائم على “قدم وساق” لمنع اي انزلاق في اتون الحرب. ويمكن الحديث عن تفاهم ضمني على ربط مصير السلاح بنتائج الحرب في المنطقة، وقد كان رئيس الجمهورية جوزاف عون صريحا ومباشرا في هذا الاطار حين اكد ان ملف السلاح قد فقد زخمه بعد الحرب، لكنه لا يزال جزءا من استراتيجيته، لكن لا مجال الآن لطرحه في ظل “الجنون” الذي يلف المنطقة، طارحا فكرة “الخطوة مقابل خطوة” مع “اسرائيل”، بدءا بتنفيذ الانسحاب من الاراضي اللبنانية.
لا مهل زمنية
وكان لافتا، ان العلاقة مع سوريا اخذت الحيز الاكبر من المحادثات، باعتبار ان تنظيم العلاقات ممكن بعيدا عن “لهيب” المنطقة، وكان لافتا تاكيد باراك بالعودة قريبا الى بيروت، قد تكون بعد 3 اسابيع، بعد اطلاع الرئيس دونالد ترامب على نتائج محادثاته في بيروت.واستهل باراك جولته بلقاء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. وأفادت مصادر قصر بعبدا أنّه أبلغ عون توليه الملف اللبناني موقتًا ريثما يتم تعيين موفد أصيل. وطالب باراك بالإسراع في ملف سلاح حزب الله من دون تحديد مهلة لذلك، وقد طالب الرئيس بالإنسحاب من المناطق التي لا تزال محتلة وبوقف الخروقات وإطلاق الأسرى. وأشارت ايضا إلى عودة الحديث إلى مبدأ خطوة في مقابل خطوة، أي أن تنفذ إسرائيل خطوة يقابلها لبنان بخطوة في موضوع السلاح. وطالب باراك الجانب اللبناني بالمزيد من التنسيق مع الجانب السوري في موضوع الحدود وترسيمها، ولم يتطرق في شكل مباشر إلى مسألتي مزارع شبعا وبلدة الغجر.
ملف النزوح
وفي هذا السياق، اكد رئيس الجمهورية على وجود شقين في هذا الإطار، الأول يتعلق بموقف لبنان الداعي الى عودة النازحين السوريين الى بلادهم بعد زوال أسباب نزوحهم مؤكدا على أهمية الدعم الأميركي لهذا الموقف، والشق الثاني يتناول العلاقات الثنائية حيث يتطلع لبنان الى تفعيلها لا سيما لجهة المحافظة على الهدوء والاستقرار على الحدود اللبنانية- السورية من جهة، وترسيم الحدود البحرية والبرية بما فيها مزارع شبعا. واقترح لبنان على الجانب السوري تشكيل لجان مشتركة للتنسيق في مختلف المجالات لاسيما في المجال الأمني. كما، أكد الرئيس عون للموفد الاميركي،ان لبنان يتطلع الى دعم الولايات المتحدة الأميركية في ما يقوم به لإعادة النهوض على مختلف المستويات، وفي مقدمة ذلك تثبيت الامن والاستقرار في الجنوب من خلال انسحاب القوات الإسرائيلية من التلال الخمس التي تحتلها ووقف الاعمال العدائية والتمديد للقوات الدولية في الجنوب ..وشرح الرئيس عون للموفد الأميركي ما تقوم به الحكومة في مجال الإصلاحات المالية والاقتصادية بالتعاون مع مجلس النواب، مؤكدا ان مسيرة الإصلاحات بدأت ولن تتوقف بالتزامن مع مكافحة الفساد وتفعيل مؤسسات الدولة وأجهزتها لتواكب التطور في مختلف المجالات.
شروط بري للاستقرار
كما استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، باراك والوفد المرافق بحضور السفيرة الاميركية لدى لبنان ليزا جونسون.وتناول اللقاء الذي إستمر لأكثر من ساعة، تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية. وكرر الرئيس بري التأكيد على أهمية حضور ودور قوات اليونيفل العاملة في جنوب لبنان والتمديد لها، لأهمية دورها في تطبيق القرار 1701 وإتفاق وقف اطلاق النار وتعاونها مع الجيش اللبناني في هذا الإطار . وشدد رئيس المجلس على الجهد الأميركي لإلزام إسرائيل بضرورة الوفاء بإلتزاماتها بتطبيق بنود القرار 1701 والانسحاب الفوري من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف الخروقات كمدخل أساسي لكي ينعم لبنان بالإستقرار ويشرع بورشة إعادة الإعمار.
باراك يحذر حزب الله
وبعد اللقاء مع بري،حذر باراك من أن تدخّل حزب الله في الحرب الإيرانية-الإسرائيلية سيكون “قراراً سيئاً جداً”، قائلاً: “يمكنني أن أتحدث باسم الرئيس ترامب، الذي كان واضحاً جداً، وكذلك المبعوث الخاص ستيف ويتكوف بأن هذا سيكون قراراً سيئاً جداً جداً جداً، مؤكداً على الدعم الأميركي للجيش اللبناني وللإجراءات التي يتخذها الحكم في لبنان على الأصعدة الأمنية والاقتصادية والمالية. ورداً على سؤال حول الموقف من الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان وكيفية حلها؟ أجاب باراك: حسنًا، لو كان بإمكاني تقديم حل لكم في دقيقتين لما كنت هنا. وسئل ماذا لو تدخل حزب الله في الحرب القائمة بين اسرائيل وايران؟ .أجاب: علينا أن نناقش الأمر لكن أستطيع أن أقول نيابةً عن الرئيس ترامب وهو كان واضحًا جدًا في التعبير عنه، إن ذلك سيكون قراراً سيئًا للغاية.
سلام والعلاقة مع سوريا
اما في السراي، بحث باراك مع الرئيس نواف سلام، في تطورات الوضع في لبنان والمنطقة. وأكد سلام تمسّك لبنان بخيار الأمن والاستقرار ورفض الانجرار إلى الحرب الدائرة في الإقليم. وأكد أن الحكومة اللبنانية عازمة على مواصلة تنفيذ خطتها الإصلاحية، وعلى بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها. كما شدد على أهمية دور اليونيفيل واستمراره لضمان تطبيق القرار 1701، وطالب بمساعدة لبنان في الضغط على إسرائيل من أجل انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة.وأطلع الرئيس سلام المبعوث الأميركي على الخطوات التي قامت بها الحكومة، والتنسيق المستمر مع الجانب السوري لمعالجة الملفات العالقة، وعلى رأسها ضبط الحدود بين البلدين، تمهيدًا للوصول إلى ترسيم الحدود. وقد اجتمع باراك مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط قبل زيارة سلام.
الاعتداءات الاسرائيلية
ميدانيا، لم تتوقف الاعتداءات الاسرائيلية على الاراضي اللبنانية، وشنت مسيرة اسرائيلية بعد ظهرامس غارة بصاروخين على سيارة في بلدة حولا قرب جبانة المرج كما القت قنابل لمنع احد من الاقتراب، واسفرت الغارة عن سقوط شهيد. واستهدفت مسيّرة اسرائيلية ليل (الاربعاء الخميس) دراجة نارية في منطقة كفرجوز النبطية ما ادى الى سقوط شهيدين. .
المفاجأة الايرانية
وفي تطورات الحرب، فاجأ الايرانيون “اسرائيل” بموجة صوارخ مدمرة صباح امس طالت نقاطا امنية حساسة في تل ابيب، والخضيرة، افادت قيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال بأنّ إيران أطلقت، صاروخاً باليستياً واحداً على الأقل مزوّداً برأس حربي عنقودي باتجاه وسط الكيان. ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إنّ هذا النوع من الصواريخ يشكّل تهديداً لمنطقة أوسع بكثير مقارنةً بالرؤوس الحربية الباليستية التقليدية التي تستخدمها إيران، إلاّ أن شدّة الانفجار لكل ذخيرة عنقودية تكون أقل بكثير. يُذكر أنّ هذا النوع من الرؤوس الحربية ينفصل أثناء الهبوط، على ارتفاع نحو 7 كيلومترات، وينشر حوالي 20 ذخيرة صغيرة في دائرة يبلغ قطرها نحو 8 كيلومترات. وتفتقر هذه الذخائر إلى نظام دفع ذاتي، ما يجعلها تسقط بشكل عشوائي نحو الأرض. وكان “الحرس الثوري الإيراني” اعلن تنفيذ الموجة الرابعة عشرة من الهجمات المركّبة على كيان الاحتلال، باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية وصواريخ استراتيجية عالية الدقة. وأوضح أنّ العملية استهدفت مركز القيادة والمعلومات التابع للجيش الإسرائيلي، والمجاور لأحد المستشفيات، مؤكداً أن الهجوم نُفّذ بدقة عالية وبشكل موضعي.
الحرب العبثية
وفي هذا السياق، بدأ الشك يتسلل الى المستوطنين، وقالت صحيفة “هارتس” الاسرائيلية، ان مصير الحرب الحالية يرتبط الآن بنزوة رئيس أميركي متقلب ومتراجع. إذا قصف فربما سيكون انتصارا؛ إذا لم يقصف فستشن إسرائيل حرباً عبثية أخرى، زائدة وأخطر من سابقاتها. وقالت “كان يجب أن يكون التدخل الأميركي مضموناً مسبقاً. كان يجب أن يكون شرطاً لشن الحرب. في هذه الأثناء، يتدرب ترامب على تمارين فرض الاستسلام وإهانة إيران كطفل، ويدمر بتصريحاته الاحتمالية الضعيفة المتبقية للتوصل إلى اتفاق، الذي هو الفرصة الأخيرة لنهاية جيدة.
القطيع.. والنصر الموهوم
وبحسب “هارتس” إذا بقيت طائرات القصف الثقيلة في قواعدها، ستستمر حرب الاستنزاف التي لا يمكن توقع نهايتها ومدتها. إسرائيل لن تصمد فيها لفترة طويلة، اجتماعياً، اقتصادياً وربما أيضاً عسكرياً. وخلصت الصحيفة الى التساؤل” إلى أين نحن ذاهبون، وللدقة، إلى أين ننقاد مثل الشاة للذبح أو مثل قطيع إلى النصر الموهوم؟ إيران لن تستسلم، وبالتأكيد ليس بعد حملة التبجح الأميركية – الإسرائيلية”.
الاسرائيليون يشتمون نتانياهو!
وفي مقال آخر، قالت “هآرتس” ان نتنياهو لا يعرف أنه رغم الحدث التاريخي، يشتمه كل من هم في الملاجئ. الملك العاري لا يقولون له إن ملابسه وهمية. انظروا أيها الأطفال، يقول، ها هي طائراتنا في طهران! لكن هذا لا يساعده. لم نعد أطفالاً. نعرفه جيداً. الشخص الذي لا تشتري منه سيارة مستعمله، لا تشتري منه منديلاً. لم نصدق “الحدث التاريخي” الذي أبلغنا عنه، ولا قوله “هاجمناهم قبل أن يهاجمونا”. لنا حساب طويل مع الأكاذيب، وأهداف حربه المفبركة. وخلصت الصحيفة الى القول “معرفة أن حياتنا في يد كاتس وبن غفير وسموتريتش، تضر بالمناعة الوطنية وتقوض معنويات الجنود. فكروا في ذلك: هذه نماذج في يدها قنبلة نووية يا الله”.

مصدر الخبر
نشر الخبر اول مرة على موقع :otv.com.lb
بتاريخ:2025-06-20 05:50:00
الكاتب:Multimedia Team
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى